معرض الاحتباس الحراري.. معاناة ترويها الطبيعة

معرض الاحتباس الحراري.. معاناة ترويها الطبيعة

وكالة رويترز
Image
الزائرون يشاهدون ذوبان جبال الجليد
على الطبيعة

التعرف على حيوان الرنة والتمتع بمنظر الدب القطبي ليس كل ما يمكن مشاهدته في القطب الشمالي، فإلى جانب ما سبق يمكن أن تشاهد ذوبان جبال الجليد، بل وتسافر إلى جزر جديدة لا يتجاوز عمرها أعواما أو شهورا.. باختصار يمكنك التجول في معرض آثار الاحتباس الحراري؛ فقد أعلنت سلسلة من الجزر القطبية النائية نفسها معرضا للآثار السلبية الناجمة عن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

وتبلغ تكلفة القيام بالرحلة حوالي 17 ألف دولار، وقضى الزائرون إجمالا 70 ألف ليلة سياحية في 2006 على هذه الجزر، فيما لم يقضِ أحد ليالي سياحية في هذه المنطقة قبل 20 عاما، ويبرر برون بيرجستروم -الخبير البيئي بمكتب الحاكم الإقليمي- ارتفاع تكاليف الرحلة بأن السياح الأغنياء غالبا ما تكون آراؤهم مسموعة عندما يعودون إلى أوطانهم، ومن ثم يمكنهم التأثير على سياسات بلادهم حيال القضية.

وقام كل من "هيلاري كلينتون" و"جون مكين" عضوي الكونجرس ومرشحي الرئاسة لخلافة الرئيس الأمريكي جورج بوش عام 2009 بزيارة لهذه المناطق القطبية عام 2004، ومنذ ذلك الحين يقوم رؤساء حكومات في المناطق الشمالية وسائحون وطلبة علوم الأرصاد الجوية وباحثون بزيارة المناطق القطبية.

وعود للطبيعة

وتسعى النرويج لاستقطاب المزيد من اهتمام العالم لمكافحة ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الكوكب، أو ما يعرف باسم "الاحترار"؛ حيث رسمت لنفسها هدفا في إبريل الماضي، ألا وهو أن تصبح خالية تماما من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050، دون أي انبعاثات غازية ضارة ناتجة من ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة في الأساس عن إحراق الوقود الحفري مثل الفحم والنفط.

وتتصدر جدول الرحلة السياحية قرية "لونجييرباين" كنموذج للمعاناة، ففيما يقطن القرية 1800 نسمة إلا أن مبانيها شُيدت حول منجم للفحم؛ لذا تصل درجة الحرارة في مطلع مايو إلى نحو خمس درجات مئوية حتى مع سطوع الشمس.

وفي الوقت ذاته يلحظ الزائر أدخنة رمادية تعكر الأجواء القطبية النقية، تنفثها مدخنة عالية بمحطة للقوى تعمل بالفحم، وتوجد في منطقة سفالبارد التي تغطي جزرها مساحات شاسعة تقارب مساحة جمهورية أيرلندا، وتسعى سفالبارد إلى تنقية صورتها بخطة تهدف إلى القضاء على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة من محطات القوى المحلية التي تعمل بالفحم بحلول عام 2025.

خلال باقي الرحلة يستمتع السائح بوجبات من لحوم الفقمة والحيتان –فهكذا تقدم الوجبات في مطاعم المنطقة-، وتقدم الوجبات في مطاعم داخل أبنية زرقاء وحمراء وصفراء زاهية اللون، يحتضنها وادٍ تقع على جنباته قمم يكسوها الجليد.

وأثناء الجولة يلقي المرشد تحذيرًا يروي فيه قصة متسلق للجبال قتله دب قطبي عام 1995 على منحدر جبلي فوق القرية، وعلى الطريق تحذر علامات إرشادية من خطورة الدببة القطبية في مختلف أرجاء الجزيرة.

ثمار التجربة

ومن الواضح أن الرحلة إلى معرض آثار الاحتباس الحراري تركت أثرا عميقا في نفس السائحين، وخلقت فكرا ابتكاريا عند كثير منهم.

فالبريطاني روب بيل اقترح أن تتكفل شركات التليفون المحمول بتصنيع أجهزة شحن موفرة للطاقة، تفصل الطاقة آليا عند تمام شحن أجهزة التليفون، و"إذا قام كل شخص بفصل أجهزة الشحن الخاصة بالتليفون بمجرد إكتمال شحن البطارية، فسيكون ذلك كافيا لتشغيل 33 ألف منزل سنويا".

أما ليفلانج من هولندا فعزمت على أن تحاول إقناع زملائها من الطلبة بالتحول إلى أجهزة استحمام موفرة للمياه، كما ستعمل الأيرلندية ليزلي باتلر كاستشارية لمساعدة مشروعات الشركات الصغيرة على اتباع الإرشادات البيئية الأساسية.

احترار المنطقة القطبية.. لماذا؟

يقول الخبراء: إن المنطقة القطبية تصبح أكثر دفئا عن بقية أرجاء العالم بسبب مياهها وأراضيها الداكنة اللون، وعندما تتعرض هذه المياه والأراضي لذوبان الجليد تمتص المزيد من الحرارة، وهو ما يزيد بدوره من ذوبان كميات أخرى من الجليد.

ويرى مسئولون بالسلطات المحلية أن مثل هذه الزيارات السياحية أقل ضررا من التي تنظمها روسيا للمناطق القطبية الشمالية، والتي تعتمد للوصول إلى المناطق القطبية على استخدام كاسحات الجليد التي تعمل بالطاقة النووية.

ربنا يستر
البيئة في دمار
والعالم نايم
او عامل حالو نايم
او يتغافل وهوو هدا