هكذا يتحدث الإرهابي شارون

هكذا يتحدث الإرهابي شارون



بقلم :رأي البيان

في تجسيد صارخ لقدرة الإرهابيين الصهاينة على تزييف الواقع، وتسويق مخططاتهم الإرهابية، بوصفها مشاريع سلام، وعلى إيقاع غاراته الوحشية الأخيرة في حي الشجاعية بغزة لاغتيال قيادات المقاومة الفلسطينية، تحدث الإرهابي أرييل شارون الممسك بمقاليد رئاسة الحكومة في الكيان الصهيوني، زاعماً أن استئصال منظمات المقاومة هو السبيل لإحلال السلام، ولاستئناف المفاوضات مع سوريا، التي زعم أنها تتحمل مسئولية ما تتعرض له إسرائيل من عمليات المقاومة.



حديث الإرهابي شارون المنشور في صحيفة «هآرتس» العبرية يلخص بإيجاز غير مخل الإطار العام لنهج الدعاية الصهيونية، وكيفية تصوير الضحية على أنه جلاد، وجعل الأخير داعية سلام.



فمنذ البدايات المبكرة للمشروع الصهيوني، وقبل أن يستقر الصهاينة الأوائل على خطة اغتصاب فلسطين، وجعلها وطناً قومياً ليهود الشتات، بعد مشاريع تم اسقاطها لتوطينهم في افريقيا وأماكن اخرى، تبنت الحركة الصهيونية منهجاً في تزييف التاريخ والواقع يفوق كل الميراث الاستعماري الاوروبي، وهو ما برز جلياً في تضخيم ما يتعرض له الصهاينة من اعتداءات، وتحويل ما يرتكبونه من جرائم حرب وابادة واغتيالات الى سجل نضالي ناصع.



منهج التزييف والتزوير الصهيوني، موثق ومعترف به من الثقاة من المؤرخين والمفكرين الاوروبيين ومنهم يهود غير صهاينة، اكدوا بما لا يدع مجالاً للشك ان المحرقة النازية لليهود تستخدم لابتزاز الضمير الاوروبي الغائب عن ادراك ما يتعرض له الفلسطينيون من ابادة صهيونية.



وعندما يشكك شارون في نوايا العرب السلمية، يجد في واشنطن وعواصم الغرب من يسمعه بل ويجاريه، في حين يقصد الارهابي من حديثه التغطية على جرائمه أو التمهيد لجرائم مقبلة قيد التخطيط، لم تخرج بعد من جعبته.وفي الحالتين يكسب جولة التزييف الكبرى ويرتدي مسوح داعية السلام الفتاك، الذي يحمل في طياته اعتى الاسلحة المحرمة دولياً.



ليس غريباً، ان ينفذ الارهابي شارون غارة وحشية تتسم بكل صنوف الغدر بعد ساعات من مهمة سلمية لوفد رسمي مصري في الاراضي الفلسطينية، استكمالا لجهود حثيثة دؤوبة للتوصل إلى هدنة تتيح للفلسطينيين التقاط الانفاس وممارسة حياتهم العادية، وترفع الحصار المهين، وتفضح الجدار العنصري لآخر كيان عنصري في العالم.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إفتتاحية صحيفة البيان الاماراتي